متى تزوج الرسول عائشة ومتى دخل بها |
من المعروف أن السيدة عائشة إحدى زوجات النبي صلى الله عليه و سلم، وأحبهم إليه بعد خديجة رضي الله عنها. وهي زوجته الوحيدة التي تزوجها فتاة بكرا، وهي ثالث زوجاته في الترتيب بعد خديجة وسودة، وقد تزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الثانية من هجرته المباركة.
ولكن اختلفت الأقوال في سن خديجة عند دخوله بها، فمنهم القائل بأنها كانت تبلغ من العمر سبع سنين، ومنهم من قال عمرها كان تسع سنوات ، ومنهم من قال سبعة عشر وقيل تسعة عشر وقيل عشرون عاما وقيل غير ذلك…
المسألة فيها خلاف كما هو واضح، لكن أعداء الدين استغلوا ذلك الخلاف للطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وفي الإسلام قائلين بأن النبي تزوج طفلة صغيرة. فكم كان عمر السيدة عائشة حين تزوجها النبي؟
للأسف نجد في كتب التاريخ وفي ألسن الناس أن عمر السيدة عائشة حين خطبها النبي صلى الله عليه وسلم كان ست سنوات، وتزوجها بعد ثلاثة أعوام وقد بلغت تسع سنين يومئذ ، فهل يصح ذلك؟
زواج الرسول من عائشة صحيح البخاري:
طبعا لا يصح ولا يستقيم بل ويستحيل في حق نبينا الكريم الذي على خلق عظيم. قد يأتي أحدهم بحديث رواه الإمام البخاري عن عائشة تقول: "تزوجني النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا بنت ست سنين، فقدمنا المدينة، فأسلمتني إليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين"
وهذا الحديث ولو أنه في الصحيح إلا أنه لا يصح لسبببين:
- الحديث غير صحيح من خلال سنده وهو(هشام بن عروة) الذي قال عنه الإمام مالك أن حديثه لا يقبل لأن حفظه للحديث بدأ يسوء، والضبط معروف أنه من شروط الصحة.
- محتواه مناقض لحقيقة تاريخية، فنجد في كل كتب التاريخ والسير أن أسماء بن أبي بكر حين الهجرة كان عمرها سبعة وعشرون عاما.
ما علاقة أسماء؟
من المعلوم أيضا أن أسماء ماتت بعد أن قتل الحجاج ابنها عبد الله بن الزبير وكان ذلك في سنة ٧٣ للهجرة، وكل المصادر الموثوقة تقول كان عمرها عندما قتل الحجاج ابنها 100 عام، أليس كذلك؟
وبعملية حسابية بسيطة نجد أن: 27= 73 - 100
فأسماء أكبر من أختها عائشة بـ 10 سنوات وهذا معروف في كتب التراجم، فإذا كان عمر أسماء وقت الهجرة ٢٧ عاما فهذا يعني أن عمر عائشة هو ١٧ عاما!
وقد خطبها النبي قبل هجرته للمدينة بثلاث أعوام يعني عمرها كان ١٤ سنة، بل الأعجب من هذا أنها كانت مخطوبة لرجل قبله فرفضته!
وفي السنة الثانية للهجرة تزوجها، فيكون عمرها 19 سنة، وليست 9 سنوات!
ولعل والمرجح أن الرواية التي ذكرنا سقطت منها العشرة، فانقلب تسعة عشر إلى تسعة، وهذا راجع ربما لسوء حفظ الراوي أو لسبب ما والله أعلم.
ولا نحتاج تبريرا لأنه سيد البشر، ولا ينطق عن الهوى، وخلقه القرآن، وعلى خلق عظيم، فحاشاه أن يفعل ذلك، لكن في هذا رد على كل زنديق سولت له نفسه المس بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر: الأستاذ سعيد الدرويش
شاهد ايضا: