استطاع مؤسس علم النفس و علم النفس المعرفي سيغموند فرويد بنظريته اللاوعي أن يفيد العصر الحديث كثيرا ، فقد كشف للعالم ، الخرافات المستخدمة في تفسير الكثير من الأحلام والأشياء …
ملخص نظرية فرويد التحليل النفسي:
اعتقد فرويد بوجود علاقة صراعية دائمة بين الإنسان ومحيطه ، وتحديدآ بين رغبات الإنسان وغرائزه من جهة ومطلبات ومحرمات العالم الذي يحيط به من جهة آخرى …
عندما نأتي إلى العالم نعبر عن حاجاتنا الجسدية والنفسية وعن كل مايزعجنا ببساطة ومباشرة ، إذا لم نعط الحليب نصرخ ، إذا تبللنا نبكي، لكننا عندما نكبر نتعلم تدريجيآ أن نعتدل في رغباتنا وأن نتكيف مع قواعد العالم المحيط بنا.
منذ طفولتنا نجد أنفسنا في مواجهة المفروضات والممنوعات الأخلاقية للكبار والمحيط ، وهكذا نجر ورائنا ونحن نكبر كل هذه المفروضات والأحكام المسبقة الأخلاقية، فتنتهي إلى أن تصبح جزءآ منا ، وهذه مايسميه فرويد ( الأنا المثالي ) ، والضمير جزءآ منه..
مصطلح اللاوعي عند فرويد هو تعبير عما كبتناه وأعدناه إلى الداخل ، أي تلك الأفكار والأشياء التي جهدنا في نسيانها لأنها منحرفة ومرفوضة ، فعندما يرفض الوعي أو الأنا المثالي رغبة معينة ، نقوم بنفيها إلى الطابق الأسفل من النفس (اللاوعي)..
الحس المكبوت أو الأفكار المكبوتة تحاول دائمآ أن تصعد من جديد ، من اللاوعي إلى الوعي فتحصل دائمآ زلات لسان، وهكذا تقود ردات فعل لاشعورية مشاعرنا وأفعالنا .
كثيرآ ما ننسب للأخرين مشاعرآ وأفكارآ كبتناها في داخلنا .. فقد نجد بخيلآ يلفت النظر إلى البخل عند سواه.
أنت لاتستطيع مهما بذلت جهدآ ، من تجنب زلات اللسان أو من خروج الكلمات والحس المكبوت من اللاوعي إلى الوعي، وأفضل طريقة عدم بذل أي جهد في كبتها ، دعها بشكل عفوي …
كان فرويد يقوم في علاج مرضاه ، على جعل المريض يسترخي على السرير وأن يتحدث بحرية عن كل مايخطر بباله من الأشياء التافهة والشريرة والمؤلمة لديه ، فيقوم فرويد حينها بدفع الباب المغلق بين اللاوعي والوعي وفتحه ، ليساعد المريض في إخراج التجارب القديمة المكبوتة في اللاوعي عند المريض ، ثم يحاول فرويد وضع يده على الخلل ومعالجته …
الأحلام هي الطريق السلطاني الذي يقود إلى اللاوعي فكل ماهو موجود في اللاوعي من أفكار ورغبات مكبوتة ، يظهر في الحلم ، إننا لانحلم مصادفة فمن خلال الأحلام تحاول الأفكار اللاوعية أن تشق طريقها إلى الوعي ، فالأطفال يحلمون بما يرغبون حلويات، فواكهه ، ألعاب ، لكن نحن الكبار فإن رغباتنا التي تعبر عن نفسها في الأحلام ، تأخذ طرق ملتوية بدلالات ورموز ، لأننا نمارس حتى في النوم رقابة قاسية على رغباتنا ….
يقول فرويد إننا نخبء في مكان ما من أنفسنا كل مارأيناه وعشناه في حياتنا وعندما تجد هذه الأفكار والأحاسيس فرصة مناسبة ، تصعد إلى السطح ، فعندما نقول عبارة ( على طرف لساني ) فهذا يعني أن الفكرة تحاول شق طريقها من الوعي إلى اللاوعي..
الوحي عند فرويد … هي الكلمات والصور التي تأتي للشاعر أو الفنان دون جهد منه ، وتفرض نفسها عليه بكثرة ، حيث يظن أن مايكتبه أو يرسمه لايأتي منه ، فهي صور وأفكار تخرج من اللاوعي إلى الوعي ، لكن على الشاعر أن لايضع رقابة على خياله بل تركه بحرية وعفوية ويكتب على الورقة البيضاء مايشعر ويفكر به ، حتى لوكانت مواضيع وأفكار حساسة مثل الجنس أو الدين.
الخيال هو الذي يخلق شيئآ جديدآ ، لكن ليس هو الذي يقرر ما يجب الاحتفاظ به من الأفكار ، العقل هو الذي يقوم بعملية الانتقاء بمايلزمنا ويفيدنا من بين هذا الكم من الأفكار الجديدة و الكثيرة …
الإبداع برأي فرويد … هو نتيجة تعاون ذكي بين الخيال والعقل ، والخيال هو ثمرة تعاون بين الشعور والتفكير ، في كل عملية إبداعية عنصر مصادفة.
شاهد ايضا: