من هم البوليساريو؟
الجدار الرملي المغربي في الصحراء المغربية |
أثار التصعيد الأخير بين الجيش المغربي وجبهة البوليساريو مخاوف حقيقية من اندلاع موجة جديدة في النزاع طويل الأمد بشأن الصحراء المغربية، لا سيما بعد تأكيد جبهة البوليساريو إنهاء التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الموقع برعاية الأمم المتحدة عام 1991 وإعلانها أن الحرب بدأت مع المغرب.
فما الذي نعرفه عن جبهة البوليساريو وماهي أسباب حرب الصحراء المغربية؟
الصحراء الغربية:
الصحراء الغربية هي صحراء شاسعة تمتد لألاف الكلمترات بل إنها تمتد بالتحديد ل 266 ألف كلمتر، أي نصف مساحة المملكة الإسبانية التي كانت استعمرت هذه الصحراء منذ 1884 إلى أن قرّرت الإنسحاب منها وذلك سنة 1974.
في سنة 1975 ارسل العاهل المغربي "الحــسن الثاني" حوالي أكثر من 350 ألف مواطن مغربي إلى الصحراء الغربية، بعد إتفاق سياسي بين إسبانيا و موريطانيا و المغرب يقضي هذا الاتفاق بتقسيم الصحراء الغربية بين هاتين الأخيرتين، المغرب كان في نصيبه الساقية الحمراء، و موريطانيا كان من نصيبها وادي الذهب.
من هم البوليساريو؟
قبل سنتين من ذلك، أي قبل اتفاق مدريد، كانت قد تشكلت في العيون جبهة مسلحة تحت إسم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب أو ما يسمى حاليا 'البوليساريو' و أعلنت هذه الجبهة الكفاح المسلح ضد الإدارة الإسبانية بعد أحداث معركة الزملة الدموية التي وقعت فالعيون و التي على إثرها خطفت فيها القوات الإسبانية مؤسس احد الحركة كانت قبل تأسيس جبهة البوليساريو إسم هذه الحركة "حركة تحرير الساقية الحمراء" ، واسم زعيم هذه الحركة الذي تم اختطافه هو محمد سيدي ابراهيم البصيري وعلى إثر هذا الإختطاف تمت تصفيته بصفة نهائية.
و بسبب هاد الحادث تأسست جبهة البوليساريو و بدا إطلاق الرصاص ضد اسبانيا بدعم من دول عربية و أمريكية اللاثينية.
إبراهيم غالي مؤسس جبهة البوليساريو |
حرب العصابات – أسباب حرب الصحراء الغربية:
في 1975 وكما ذكرنا سابقا، بعد ما تم توقيع اتفاق مدريد الذي سلمت فيه إسبانيا مفاتيح الصحراء الغربية للمغرب و موريطانيا، دخل المغرب للصحراء و أعلن إستكمال وحدته الترابية إلى حدود الساقية الحمراء، و دخلت موريطانيا إلى وادي الذهب، فقامت البوليساريو بإعلان الحرب على المغرب و موريطانيا في نفس العام، حرب عصابات أنهك قوى الموريطانيين فإضطروا إلى إبرام إتفاق سلام مع البوليساريو في عام 1979 بموجب هذا الإتفاق منحت موريطانيا للبوليساريو النصف السفلي للصحراء الغربية أي منطقة وادي الذهب ومن تم يعيش الموريطانين في سلام بعدما خارات قواهم في حرب عصابات مع جبهة البوليساريو.
فجأة بعد وصول خبر هذا الاتفاق الى وزارة الدفاع المغربية أرسلت الجيش بألياته للسيطرة على وادي الذهب، و بذلك يعلن العاهل المغربي في نفس العام إستكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية في خطاب شجاع وردت فيه الجملة الشهيرة لدى المغاربة لأول مرة "من طنجة للكويرة".
سيطرة المغرب على كامل تراب الصحراء الغربية لن يعجب الدولة المجاورة "الجزائر"، و كردة فعل الجزائر تدعم جبهة البوليساريو بالسلاح و التكوين العسكري للجنود الصحراويين الذين لا يتجاوز عددهم عشرة الاف جندي في ذلك الوقت.
بدأ إطلاق الرصاص بين جبهة البوليساريو و المغرب، حرب عصابات بين جيش نظامي مغربي له إمكانيات كبيرة و جيش غير نظامي لا قائد له، هذه الحرب تسببت للمغرب على مدى 16 سنة من 1975 الى 1991 تاريخ وقف إطلاق النار، في مقتل 30 ألف جندي مغربي، و 2400 أسير لدى جبهة البوليساريو أحياء في السجون السرية لأكثر من عشرين عام و مقتل حوالي 700 من خيرة الضباط و الطيارين المغاربة.
المصدر: رسالة لجمعية أسر الشهداء و مفقودي و أسرى الصحراء المغربية موقعة بتاريخ 17 أبريل 2017أرسلت الى رئيس الحكومة المغربية العثماني.
بناء الجدار الرملي:
قبل وقف إطلاق النار برعاية الأمم المتحدة، الجنود المغاربة يخوضون الحرب مع البوليساريو، و المهندسون المغاربة بدأو في بناء خلف جبهة القتال جدار رملي طوله 2720 كلمتر و ارتفاعه اربعة امتار.
و بعد الإنتهاء من بناء الجدار الرملي، الجيش المغربي سيحارب من خلف الجدار مما يجعل عناصر القوات الصحراوية غير قادرة على عبور الجدار بالألياتها للهجوم على المدن الصحراوية التي أصبحت تحت سيطرة المغرب، لأن الجدار عالي ومليء بالألغام كما توضح الصورة.
هذا الجدار تم إتمام بنائه في سبع سنوات وبتكلفة مالية تقدر بحوالي 400 مليار سنتيم، ويكلّف هذا الجدار خزينة الدولة حاليا مليارين و 200 مليون سنتيم يوميا، يحرسه أكثر من 100 ألف جندي مغربي على طول حدوده.
المصدر: مجلة لوبوان الفرنسية عدد يناير 2008.
المغرب يقول أنه في صحرائه، لكن ماذا عن الأرض التي ورا الجدار و التي تمثل 25 % من مجموع تراب الصحراء الغربية، لماذا لم يقوم المغرب بإزالة الجدار الرملي و الدخول للحدود الدولية بينه وبين موريطانيا و الجزائر ؟
لماذا هناك مشكل معبر الكركارات رغم أنه تحت السيطرة المغربية الكاملة و المراقبة الموريطانية عن بعد ؟
هذا الجدار تم إتمام بنائه في سبع سنوات وبتكلفة مالية تقدر بحوالي 400 مليار سنتيم، ويكلّف هذا الجدار خزينة الدولة حاليا مليارين و 200 مليون سنتيم يوميا، يحرسه أكثر من 100 ألف جندي مغربي على طول حدوده.
المصدر: مجلة لوبوان الفرنسية عدد يناير 2008.
المغرب يقول أنه في صحرائه، لكن ماذا عن الأرض التي ورا الجدار و التي تمثل 25 % من مجموع تراب الصحراء الغربية، لماذا لم يقوم المغرب بإزالة الجدار الرملي و الدخول للحدود الدولية بينه وبين موريطانيا و الجزائر ؟
لماذا هناك مشكل معبر الكركارات رغم أنه تحت السيطرة المغربية الكاملة و المراقبة الموريطانية عن بعد ؟
شاهد أيضا: