السحر وأنواعه في القرآن – أنواع السحر من حيث التأثير
أنواع السحر في القرآن |
ما هو السـحر وهل السحر حقيقة؟
السحر: هو كل أمر يخفـى سببـه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع وكل ما لطف مأخـذه. وتاريخ السحر قديـم بقـدم الإنسان على هـذه الأرض.
هل السحر حقيقة: نعم حقيقة و لولا السحر حقيقة لما أمر الله تعالى بالاستعاذة منه.
تأريخ السحر:
ولقـد عرفت الأمم السـابقة السحر، فمـا من أمـة من الأمـم أرسل إليها رسول إلا واتهم الرسول المرسل بالسحر والجنون، وقُرن السحر بالجنون لأن بعضا من المسحورين تصدر منهم تصرفات مثل تصرفات المجانين، كما قال الله عز وجل "كذلك ما أتى الذين من قبلـهم من رسول إلا قـالوا ساحـر أو مجنون."
ومن هذه الآية نستدل على أن السحر أمره قديم، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم مـن هذا الاتهـام، بل ومن إصابته به .
هل ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم سُحر؟
الجواب: نعم.
ذكر العلامة العالم ابن القيم رحمه الله، في كتابه الطب النبوي " قد أنكر طائفة من الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر و قالـوا: لا يجوز هذا عليه ؛ وظنوه نقصا وعيبا.
وليس الأمـر كما زعموا، بل هـو من جنس ما كان يعتريه صلي الله عليه وسلم من الأسقام والأوجـاع وهـو مرض من الأمراض، وإصابته به كإصابته بالسم: لا فرق بينهما".
وقد ثبت في الصحيحين، عن عائشة رضي الله عنها أنـها قالـت:" سحـر رسول لله صلي الله عليه وسلم، حتى إنه كان ليخيل إليه أنه يأتي نساءه ولم يأتهن" وذلك أشد ما يكون من السحر.
أنواع السحر الوارد في القرآن :
ينقسم السحر المذكور في القرآن الكريم إلى ثلاثة أنواع :
النوع الأول : سحر التخيل
وهو أن يعمـد الساحـر إلـى القـوى المتخيلـة فيتصرف فيها بنوع من التصرف ويلقى فيها أنواعـا من الخـيالات والمـحاكاة وصورا مما يقصده من ذلك ثم ينزلها إلى الحس من الرائيـن بقـوة نفسه الخبيثة المؤثرة فيه فينظرها كأنها فى الخارج وليس هناك شيء من ذلك.
واستشهادا على سحر التخييل من القرآن الكريم ما ذكره الله جل وعلا في سورة الأعراف في قصة موسى في قول الله جل وعلا :
"قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا ۖ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) ۞ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ ۖ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120)قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (122)"- سورة الأعراف.
وهذا النوع من السحر يستعمل فيه الساحر عنصرين هامين مؤثرين في الخيـال يستطيع بهما أن يتصرف في خيال المسحور كيفما يشاء فيريه ما يريد أن يرى. وهذان العنصران هما:
1 ـ سحر العيون
2 ـ والاسترهاب.
واستشهادا على هذا القول من كتاب الله ، قوله عز وجل" قال ألقوا فلمـا ألقـوا سحروا أعين الناس و استرهبوهم وجاءوا بسحر عظيم "
أي جعلوا أعيـن الناس ترى أشياء غير حقيقية وكأنها حقيقية كمثل : أن يرى الإنسان التراب يصير ذهبا والحديد يصبح ماء ..
وهذا هو الذي حدث لقوم موسـى، إذ أنهـم رأوا الحبـال والعصي وهي تمشي وهي في واقع الأمر ثابتة جامدة مكانها ولكن بحكـم أنهم سحرت أعينهم صاروا يرونها تتحرك وتسعى.
النوع الثاني: سحر التفريق
واستشهاذا على ذلك من القرآن الكريم، نجد في قول الله جل وعلا :
" فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه"
وربما يُستدلُ له كذلك بما جاء عن مسلم من حديث جابر :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم، فتنة يجيء أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ماصنعت شيئا قال ثم يجيء أحد فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم انت"
هذا التفريق أو هذا السحر هو سحر التفريق بين الزوجين لبث البغض والكراهية
أو بين صديقين أو بين شريكين أو بين قريبين ونحو ذلك...
النوع الثالث:سحر المحبة.
وهو خلاف سحر التفريق، هذا ما جاء في السنة أنه التِّوَلة.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم :"إن الرقى والتمائم والتِّوَلة شرك"
قال أهل العلم عن التِّوَلة :
ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره وجعله النبي" صلى الله عليه وسلم" مــن الــــشــــرك.
وهذا سببه العشق المحروم فتضطر المرأة إلى فعل هذا السحر لإستجلاب قلب الرجل أو العكس من ذلك.
وربما تفعله بعض النساء فتضيع أمر دينها كي تحافظ على زوجها خوفا من أن يتزوج عليها، فتذهب إلى السحرة والى المشعوذين لفعل هذا السحر.
وهذا سببه لا شك ضعف الايمان وضعف التوكل على الله عز وجل.
ولأن السحر بهذه الدرجة من الخطورة و فيه تخريب البيوت و إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس، فهو كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات السبع.
و قد حكم النبي صلى الله عليه و سلم بكفر من أتى السحرة والعرافين بقوله صلى الله عليه و سلم: " من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم"
شاهذ أيضا: