الثقة في النفس وقوة الشخصية هي حسن اعتماد المرء على نفسه، واعتباره لذاته، وقدراته حسب الظرف الذي هو فيه دون إفراط (عجب أو كبر أو عناد) ودون تفريط (من ذلة أو خضوع غير محمود).
الثقة بالنفس وقوة الشخصية هي إيمان الإنسان بقدراته وإمكاناته وأهدافه وقراراته، أي الإيمان بذاته.
الثقة بالنفس هي العمود الفقري لشخصية الانسان، إذ بدونها يفقد الإنسان احترامه لذاته، ويصبح عرضة لانتقاد واستغلال من حوله، وبالتالي يعيش حياة بائسة. وعكس ذلك فالشخص المتمتع بالثقة في نفسه تجده محط احترام الجميع، وتكون نظرته للحياة متفائلة.
إن الثقة بالنفس هي نوعٌ من الأمان الداخلي والمَدروس يَعتمد على ثقة الفرد باستِعداداته وإمكاناته ومَهاراته الشخصية، ومدى تَمكُّنه من تنفيذ أهدافه وثقته الذاتيّة بإمكانية تحقيقها، ومن المُمكن تَعريفها أيضاً بأنّها إدراك الفرد لقُدراته ومؤهّلاته وثقته في إمكانيّة تَوظيفها في مواجهة المشكلات والعوائق التي يُصادفها بشكل فعّال وبنَّاء، كما أنّ الثقة بالنّفس تُعبّر عن الرضا والتقبل الذاتي والمجتمعي للفرد وإدراك الآخرين لقُدراته وكفاءاته.
إيجابيات الثقة بالنفس وقوة الشخصية:
- الثقة بالنفس تساعد على احترام المواهب والقدرات العقلية والبدنية للإنسان وتبني له مستقبل عظيم.
- تمكن الثقة بالنفس من القدرة على نصح الناس وتوجيههم وحل مشاكلهم الواثق من نفسه يعد قدوة للآخرين في نفس مجاله أو غيره.
كيف يمكنني تقوية ثقتي بنفسك؟
- محافظة الفرد على مظهره، وارتِداء الثّياب النظيفة والأنيقة، والمُلائمة لكلّ حال وموقف، والاهتمام بالنّظافة الشخصيّة، والابتعاد عن العادات التي تُولّد نفور الآخرين من الفرد كالبصق على الأرض أثناء التحدّث مع الآخرين، والتجشؤ بصوتٍ عالٍ وغيرها من العادات غير اللائقة، بالإضافة إلى استقبال الناس بوجه بشوش وسعيد وصوت هادئ بعيد عن ترك طابع الهم والاكتئاب، كلّ ذلك يعكس تعبير الفرد لمن حوله عن ذاته، وبالتالي اكتساب قبولِ الناس والمُجتمع له.
- كما يَجب على الفَرد ان يقاوم مَخاوفه وفسح المجال لنفسه لمُمارسة الخبرات الجديدة والمواهب المُختلفة، وتوسيع المَعارف في جميع مناحي الحياة.
- ان يكون الشخص اجتماعي وينخرط في العلاقات الاجتماعية، والمُشاركة بها، وتوسيع دائرة التواصل مع الآخرين، وحُضور المُناسبات والتجمّعات ومُحاولة استدعاء التفاؤل في شتّى الظروف، والإدراك التام بأنّه لا يُوجد حال يَدوم على حاله.
- تعويد النفس والذات على التفكير الإيجابي، بالإضافة إلى المُبادرة لبذلِ العطاء في جميع أشكاله الماديّة والمعنويّة، وعدم التردّد في تَقديم النصح والإرشاد في المَواقف المُختلفة.
- حبّ الذات بجميع تفاصيلها وبكلّ ما تملك مزايا ونواقص، وتقبُّل المَهارات والقُدرات والكفاءات الموجودة لدى الفرد، والسعي الدائم إلى تَطويرها وتَدريبها وإضافة كلّ ما هو جديد لها.
- تمرين النفس على الردّ على جميعِ الأسئلة الموجّهة ولو بتأجيل الإجابة، والابتعاد عن التصريح بعدمِ المعرفة، والتدريب المُستمر على التحدّث مع الآخرين والمُشاركة بالنقاشات والحوارات، وقهر الخوف الداخلي والتوتّر، والتغلّب عليه بالمُداومة والإصرار على المُشاركة في كلّ نِقاش حاصل، والسعي إلى قيادة الحديث وتوجيهه.
- الابتعاد الدائم عن مقارنة النفس بالآخرين، وعَدَم انتظار الثناء منهم، والظُّهور أمامهم بالقدرات الحقيقيّة، وعدم إخفاء الضعف في بعض القدرات، فالجميع لديه كفاءة عالية في مَجالٍ مُعيّن، والضّعف في مجالٍ آخر.
- الابتعاد عن إحساس الفرد تجاه نفسه بأنّه شخص غير مرغوب فيه إطلاقا ومنبوذ تجاه أيّ رد فعل صادر من الآخرين.
- عدم اتخاذ القرارت بشكل مُتسرّع، يجب التفكير بشكل عقلاني ودِراسة الاحتِمالات والخيارات الممكنة بشكلٍ مَنهجي، وفصل الآثار السلبيّة والإيجابيّة المُترتّبة على قرارٍ ما، واختيار البديل أو القرار المُناسب.
- الاسترخاء لفترات مُتقطّعة خلال اليوم.
مقومات الثقة بالنفس:
المُقوّمات هي السمات والغرائز التي تَجعل الشخص يعتز بذاته ويثق بنفسه؛ حيث تُرسّخ هذه المُقوّمات الثقة، وبالتالي يَحتفظ الفردُ بالقوّة الداخليّة والنفسية، ويدعمها قدر الإمكان بالاستقرار الذّاتي، والصحّة النفسية، والبناء الشخصي السوي، وهذه المقومات هي:
- المقومات الجسمية: إنّ تحلّي الفَرد بالمهارات الجسميّة السليمة والخالية من الأمراض والعاهات والتشوّهات الخلقية والإصابات المزمنة، بالإضافة إلى المظهر الخارجي الجميل والجاذبية الشخصية؛ كل هذه المقومات تجعل شخص واثق من نفسه.
- المقوّمات العقلية: المقوّمات العقلية هي سلامة النمو العقلي للفرد، بالإضافة إلى عدم تدنّي مستوى الذكاء، والقدرة على تَوظيف القدرات العقليّة لاكتساب خبرات جديدة.
- المقوّمات الوجدانية: تعني هذه المُقوّمات نموّ الفرد النفسي السليم، وخلوّه من الأمراض النفسيّة، والوساوس، والتوتر، والقلق، والشك المرضي، والقُدرة على التحكّم في الانفعالات المزاجيّة وضبطها، والتقييم المُتوازن للذات دون ترفُّع عقيم يدفعه إلى الغرور، ولا تحقير مُهين يدفعه للخضوع، بالإضافة إلى القدرة على التَحرّر من الآثار المُترتّبة على التنشئة غير السويّة والخبرات غير المَرغوب فيها في مَراحل الطّفولة النمائية، وتَحلّي الفرد بالأخلاق الحَسنة الإسلاميّة تجاه نَفسه ومُحيطه.
- المقومات الاجتماعية: تُعدّ الأسرة والمجتمع هي اللبنة الأساسيّة في النموّ التوافقي النفسي للإنسان، فالتقبّل الأسري للفرد منذ ولادته والإحساس بالرضا تجاهه يُكوّن الصورة الشخصيّة والبناء المُجتمعي والنفسي السليم للفرد، منذ فترة الطفولة وخلال مَراحلها النمائية المُختلفة، بالإضافة إلى التنشئة السليمة، كل هذا يُنتج فرداً واثقاً بذاته مُتحمّلاً لمَسؤولياته قادراً على التغيير.
- المقومات الاقتصادية: قد تكون هناك علاقة طرديّة بين المُستوى المادي للفرد وارتفاع دخله بارتِفاع مُعدّل ثقته بذاته، إلا أنّ المُقوّمات الاقتصاديّة ليست ذات تأثير مباشر في الثقة بالنفس، وتدنّيها أو ارتفاعها؛ فالكثير من الشخصيّات الفعّالة خلال التاريخ كانت تمتدُّ من أُسرٍ ذات مستوى مادّي متواضع.
معوقات الثقة بالنفس وقوة الشخصية:
· الاضطرابات النفسية.· الإصابة بالوسواس وتحطيم الذات.
· الشعور بالذنب واحتقار الذات.
· مقارنة النفس بالآخرين.
· الإحساس بأن المجتمع الذي ينتمي إليه المرء هو مجتمع منبوذ.
وأخيرا، انعدام الثقة بالنفس وقوة الشخصية هو ذلك الشعور الذي يتسلل إلى نفوسنا من وقت إلى آخر، ويجعلنا نتشكك فيما إن كنا مستعدين للقيام بأعمالنا، أو كنا على قدر المسؤولية.
الحفاظ على ثقتك بنفسك، أو تحسين أدائك في العمل، أو حتى بث الطمأنينة والإنتاجية لدى الآخرين هي من الأشياء التي لا يفكر فيها الكثير من الناس، رغم أن لها تأثير كبيرو مباشر على عملهم اليومي..